GuidePedia

0
بسم الله الرحمن الرحيم
          الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
          لا يُشترط في الخارجي أن يكون منذ نشأته ومولده خارجياً، حتى يُحكَم عليه بأنه من الخوارج .. لا .. بل قد يكون سنياً .. ويعيش دهراً من عمره وهو من أهل السنة والجماعة .. ثم بحكم عوامل التلقي الخاطئة .. والبيئة التي يعيش فيها، وتحيط به .. يطرأ عليه الانحراف، ويُصبح خارجياً، أو مرجئاً .. أو غير ذلك من مشارب ومنابت أهل البدع والأهواء .. فيعمل بأعمالها، ويتخلق بأخلاقها، وهو يدري أو لا يدري!

          فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" كل مولودٍ يولد على الفطرة ـ وفي رواية عند الترمذي: يولد على الملة ـ فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه "البخاري.

          وقال صلى الله عليه وسلم:" فوالذي نفسي بيده إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها "متفق عليه.

          والجماعات كالأفراد؛ قد تبدأ راشدة سنيّة .. ثم ـ مع الإهمال، وعدم المراجعة والتقييم الصادق، ولأسباب من عند القائمين عليها ـ يطرأ عليها انحراف يسير .. ثم مع الزمن يتسع هذا الانحراف إلى أن يتوسع الاتساع، ويصعب الترقيع .. فتصبح جماعة بدعية ضالة .. أقرب إلى منهج الغلو والغلاة .. أو أنها أقرب وألصق إلى منهج الجفاء والإرجاء.
          كما أن الخوارج ليسوا حقبة تاريخية قد مضت وانتهت بآثارها السلبية المدمرة .. لتُدرس على أنها ظاهرة تاريخية وحسب .. بل هم ـ بأخلاقهم وغلوهم ـ باقون متجددون عبر القرون كلما ذهب منهم قرن نبت قرن آخر، إلى أن يظهر فيهم المسيح الدجال فيُقاتلون معه ضد المؤمنين .. كما في الحديث، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" ينشأ نشء يقرأون القرآن لا يُجاوز تراقيهم، كلما خرج قرن قُطِع ". قال ابن عمر: سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:" كلما خرج قرنٌ قُطِع " أكثر من عشرين مرة " حتَّى يَخرج في عِراضهم الدَّجال "[[1]].
          وقال صلى الله عليه وسلم:" لا يزالون يخرجون حتى يخرج آخرهم مع الدَّجال "[[2]].
          والخوارج قد ورد ذمهم، والتحذير منهم ومن شرهم، على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، وجمع من السلف الصالح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" الخوارج كلاب أهل النار "[[3]].
          وقال صلى الله عليه وسلم:" سيخرج قوم في آخر الزمان، أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، لا يُجاوز إيمانُهم حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة " متفق عليه.
          وعن يُسير بن عمرو قال: قلت لسهل ابن أحنف: هل سمعتَ من النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الخوارج شيئاً؟ قال: سمعته يقول: ـ وأهوى بيد قِبل العراق ـ:" يخرج منه قومٌ يقرؤون القرآن، لا يجاوز تَراقيهم، يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية " متفق عليه.
          وفي رواية عند مسلم: فقال: سمعته ـ وأشار بيده نحو المشرق ـ:" قوم يقرأون القرآن بألسنتهم لا يعدو تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ". وشرق المدينة، هي العراق.
          وعن أبي ذرٍّ، قال: قال صلى الله عليه وسلم:" سيكون بعدي من أمتي قوماً يقرأون القرآن، لا يُجاوزُ حلوقهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه، هم شرار الخلق والخليقة ". قال عبد الله بن الصامت: فذكرت ذلك لرافع بن عمرو أخي الحكَم ابن عمرو الغفاري، فقال: وأنا أيضاً قد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم [[4]].
          وعن أبي أمامة، يقول: شر قتلى قُتِلوا تحت أديم السماء، وخير قتيلٍ من قَتَلوا، كلاب أهل النار، قد كانوا هؤلاء مسلمين فصاروا كفاراً. قلت: يا أبا أمامة هذا شيء تقوله؟ قال: بل سمعته من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم[[5]].
          وقال صلى الله عليه وسلم:" هم شرار أمتي، يقتلهم خيار أمتي "[[6]]. وقد قتلهم علي بن أبي
طالب رضي الله عنه في موقعة النهروان.
          وقال صلى الله عليه وسلم:" سيكون في أمتي اختلاف وفرقة، قومٌ يُحسنون القيل ويُسيئون الفعل، يقرؤون القرآن لا يُجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرميّة، لا يرجعون حتى يرتدّ السهم على فوقه، هم شرّ الخلق والخليقة، طوبى لمن قتلهم وقتلوه، يَدعون إلى كتاب الله وليسوا منّا في شيء، من قاتلهم كان أولى بالله منهم، قالوا: يا رسولَ الله ما سيماهُم، قال: التحليق "[[7]].
          وعن سعيد بن جهمان، قال: أتيت عبد الله بن أبي أوفى، وهو محجوب البصر، فسلمت عليه. قال لي من أنت؟ فقلت: أنا سعيد بن جهمان قال: فما فعل والدك؟ قال: قتلته الأزارقة. قال: لعن الله الأزارقة، لعن الله الأزارقة. حدثنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:" أنهم كلاب النار "، قال: قلت: الأزارقة وحدهم أم الخوارج كلها؟ قال: بل الخوارج كلها[[8]].
          وقال علي بن ابي طالب رضي الله عنه: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" يخرج قوم من أمتي يقرأون القرآن؛ ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء، يقرأون القرآن، يحسبون أنه لهم وهو عليهم، لا تجاوز صلاتهم تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية " مسلم.
          وقوله:" ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء "؛ أي تستقلون عبادتكم تجاه عبادتهم، لكثرة ما يتعبدون، وتظهر عليهم علامات التعبد .. فعبادتكم قياساً لعبادتهم ليست شيئاً!
          وقال صلى الله عليه وسلم:" يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه كما يخرج السهم من الرمية "[[9]].
          وقال صلى الله عليه وسلم:" رجلان ما تنالهما شفاعتي: إمام ظلوم غشوم، وآخر غالٍ في الدين مارقٌ منه "[[10]]. وغيرها من الأحاديث الذًّامة لهم، ولما هم عليه من نهج وغلو وتنطع.
          فإن قِيل: جَلّهم لنا .. وحدد لنا صفاتهم، ومن يكونوا في زماننا؟
          أقول: ليس لأحدٍ أن يُدخل من يشاء في الخوارج، أو أن يخرج منهم من يشاء .. فمرد هذا الأمر، لما هو ثابت في الشريعة من صفاتهم، وأصولهم، وأخلاقهم .. وبالتالي فأيما امرئٍ يتصف بصفاتهم، ويتخلق بأخلاقهم، فهو منهم، وإن لم يسمِّ نفسه من الخوارج، أو زعم بلسانه أنه من أهل السنة والجماعة .. وأيما امرئٍ لا يتصف بصفاتهم، ولا يتخلق بأخلاقهم .. فهو ليس منهم، وهم ليسوا منه .. مهما حاول البعض ـ تشفياً ـ على أن يجعلوه منهم!
          ومن المهم ـ بين الفينة والأخرى ـ أن يعرض المرء نفسه ـ وكذلك الجماعات ـ على صفات وأصول وأخلاق الخوارج .. ليرى أين هو منها .. وأين هو من المنهج الحق الذي عليه أهل السنة والجماعة. 
          وإليك أهم صفات وأصول، وأخلاقيات الخوارج الغلاة:
          1- تكفير أعيان المسلمين بكبائر الذنوب والمعاصي؛ التي هي دون الكفر والشرك، والحكم على أصحابها بالخلود في النار، كخلود الكافرين المشركين.
          عن يزيد الفقير، قال: كنت قد شغفني رأي من رأي الخوارج ـ وهو اعتقاد خلود أهل الكبائر في النار ـ فخرجنا في عصابة ذوي عددٍ نُريد أن نحج، ثم نخرج على الناس! قال: فمررنا على المدينة، فإذا جابر بن عبد الله يُحدّث القومَ ـ جالس على ساريةٍ ـ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فإذا هو ذكر الجهنميين، قال فقلت له: يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا الذي تحدثون، والله يقول:[ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا ]السجدة:20.  فما هذا الذي تقولون؟ قال: فقال: أتقرأ القرآن؟ قلت: نعم. قال: فهل سمعت بمقام محمدٍ صلى الله عليه وسلم ـ يعني الذي يبعثه الله فيه ـ؟ قلت: نعم. قال: فإنه مقام محمدٍ صلى الله عليه وسلم المحمود الذي يُخرج الله به من يُخرج، قال: ثم نعت وضعَ الصراط ومرَّ الناسِ عليه، قال: وأخاف أن لا أكون أحفظ ذاكَ، قال: غير أنه قد زعم أن قوماً يخرجون من النار بعد أن يكونوا فيها، قال: يعني فيَخرجون كأنهم عيدان السَّماسم، قال: فيدخلون نهراً من أنهار الجنة، فيغتسلون فيه، فيَخرجون كأنهم القراطيس. فرجعنا فقلنا: ويحكم! أترون الشيخ يكذبُ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ فرجعنا، فلا والله ما خرَج منَّا غيرُ رجلٍ واحد " مسلم.
          وقوله:" ما خرَج منَّا غيرُ رجلٍ واحد "؛ أي ما خرج منهم على الناس، ليعتدوا عليهم وينتهكوا حرماتهم ـ بعد أن سمعوا ما سمعوا من الصحابي جابر بن عبد الله رضي الله عنه ـ غير رجل واحد!
          وللحديث فوائد عدة .. منها التدليل على مذهب الخوارج في تكفير ذوي الكبائر من أهل القبلة، والقول بخلودهم في النار .. يظهر ذلك في اعتراضهم على الصحابي جابر بن عبد الله، لما روى أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الدالة على خروج عصاة أهل القبلة من النار.
          قال شيخ الإسلام ابن تيمية  في الفتاوى 7/481: الخوارج .. هم أول من كفّر أهل القبلة بالذنوب، بل بما يرونه هم من الذنوب، واستحلوا دماء أهل القبلة بذلك ... فقال هؤلاء: ما الناس إلا مؤمن أو كافر، والمؤمن من فعل جميع الواجبات وترك جميع المحرمات؛ فمن لم يكن كذلك فهو كافر مخلد في النار، ثم جعلوا كل من خالف قولهم كذلك ا- هـ.
          وقال في الفتاوى 3/279: والخوارج هم أول من كفر المسلمين، يكفرون بالذنوب، ويكفرون من خالفهم في بدعتهم، ويستحلون دمه وماله ا- هـ.
          قلت: ونحوهم من يكفر المسلمين بالظن السيء .. والشبهات .. والأمور المحتملة .. وبما يُستساغ فيه الخلاف والاجتهاد .. وبما يراه هو ذنباً وإن لم يكن في شرع الله ذنباً .. ويكون ذلك ديدنه مع المخالفين .. فهذا قد وافق الخوارج في قولهم في أهل الكبائر .. وربما قد فاقهم سوءاً وغلواً .. وإن لم يصرح بفيه بأنه على قول الخوارج في تكفير أهل الكبائر من أهل القبلة .. إذ هو كفّر من هو دون أهل الكبائر .. ولمجرد خلافات في مسائل وأمور المجتهد فيها بين الأجر والأجرين!
          ومن علاماتهم إن رأوا حسنة عند مخالفهم من أهل القبلة لا ينصفونها .. بل يسرعون في رمي صاحبها ـ من غير بينة ولا دليل ـ بالنفاق .. والعمالة .. والخيانة .. والعداوة لله ولرسوله وللمؤمنين .. ويشككون بصدق نيته وولائه وانتمائه .. فيطلقون عليه إطلاقات، هي من مرادفات ومعاني التكفير، كأن يقولوا عنه: الكذاب عدو الله .. عدو الجهاد والمجاهدين .. يحارب الجهاد والمجاهدين .. خائن .. عميل .. مرتبط بالعدو الكافر .. يعمل لصالح أجندة خارجية معادية .. وغيرها من المرادفات والاطلاقات .. التي تعني شرعاً التكفير، والحكم على صاحبها بالكفر والخروج من الإسلام!
          وفي الحديث فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" من دعا رجلاً بالكفر أو قال: عدو الله، وليس كذلك، إلا حار عليه " مسلم.
          ومن علاماتهم كذلك، أنهم يُضفون على صغائر الذنوب .. وما يُستساغ فيه النظر والاجتهاد والاختلاف .. من أهوائهم .. وشبهاتهم .. ولوازمهم .. وجهالاتهم .. إلى أن تُرى في أعينهم ـ وأعين عوام الناس ـ أنها من الكبائر، والعظائم، والكفر البواح .. لتأتي بعدها مرحلة التكفير .. ومن ثم استباحة الحرمات المصانة شرعاً .. وهذا أيضاً مما يوافق منهج الخوارج الأوائل ومسلكهم في التكفير، والحكم على الأشياء!
          2- يقتلون، ويُقاتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الشرك والأوثان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخوارج:" يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد " متفق عليه.
          قال ابن عمر رضي الله عنهما:" إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار، فحملوها على المؤمنين " البخاري. فأجروا عليهم أحكام الكافرين، وعاملوهم معاملة الكافرين ..!
          وكل من وجد في نفسه ومنهجه غلظة وشدة على المسلمين .. واستخفافاً بحرماتهم وحقوقهم .. وانشغالاً بهم عن غيرهم له حظ من هذه الصفة الخارجية المشار إليها أعلاه .. وهو يسير في الاتجاه المعاكس لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام، كما قال تعالى:[ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ ]الفتح:29. بينما هؤلاء الغلاة تراهم أشداء غلاظ على المسلمين وأخيارهم .. شغلهم الشاغل .. تتبع عوراتهم وزلاتهم .. والحديث عنهم .. والطعن والتجريح بهم .. يصرفون ساعة من أعمارهم في مواجهة المشركين .. وأياماً وأشهراً في مواجهة المسلمين .. وفي الحديث فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر " متفق عليه. وقال صلى الله عليه وسلم:" المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " البخاري. وقال صلى الله عليه وسلم:" سباب المؤمن كالمُشرف على الهلكة "[[11]].
          وقال صلى الله عليه وسلم:" يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم؛ فإن من اتَّبع عوراتهم يتَّبعُ الله عورته، ومن يتبع اللهُ عورته يفضحه الله في بيته "[[12]]. وقال صلى الله عليه وسلم:" من رمى مسلماً بشيءٍ يريد شَينَه به، حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال "[[13]].
          ومن علاماتهم في هذا الشأن .. الاستهانة والاستخفاف بحرمات ودماء المسلمين .. ووضع القتل فيهم تحت ذرائع واهية كاذبة .. كالتترس .. وقصد قتل الكافرين .. أو أنهم أرادوا بقتلهم محاربة الكافرين .. أو أن من يُقتلون من المسلمين لهم حكم المرتدين .. أو من يوالون المرتدين .. أو ممن سكتوا على المرتدين .. أو ممن ساكنوا وجاورا المرتدين .. أو أنهم أرادوا بفعلتهم الانتقام لحرمات المسلمين! .. إلى آخر القائمة المشروخة التي ليس لها على أرض الواقع رصيد يُذكَر .. ولا في دين الله مستند شرعي معتبر .. يبرر إزهاق الأنفس البريئة المعصومة!
          وفي الحديث عن ابن عباس قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة فقال:" مرحباً بك من بيتٍ، ما أعظمك وأعظم حرمتك، وللمؤمن أعظم حرمة عند الله منك؛ إن الله حرم منك واحدة،  وحرم من المؤمن ثلاثاً: دَمَه، ومالَه، وأن يُظَنَّ به ظنُّ السوء "[[14]].
          وقال صلى الله عليه وسلم:" إذا شهر المسلمُ على أخيه سلاحاً؛ فلا تزال ملائكة الله تلعنه حتى يُشيمَه عنه "[[15]].
          وقال صلى الله عليه وسلم:" إن الملائكة لتلعنُ أحدكم إذا أشار إلى أخيه بحديدة، وإن كان أخاه لأبيه وأمه " مسلم. هذا الوعيد الشديد بحق من يشير بحديدة مجرد إشارة نحو أخيه المسلم .. ولو كان ذلك على وجه المزاح .. فكيف بمن يضع بين بيوت وأزقة وشوارع المسلمين .. السيارات المفخخة والملغومة .. التي تحصد عشرات الأبرياء من المسلمين وغيرهم .. قبل أن تنال شيئاً ممن يجوز قصده وقتاله ..؟!!
قال صلى الله عليه وسلم:" لا يزال المؤمن في فسحة من دينه، ما لم يُصب دماً حراماً " البخاري. 
وقال صلى الله عليه وسلم:" من آذى مؤمناً فلا جهاد له "[[16]].
3- الجرأة على أكابر وعظماء الأمة، والتعالي عليهم: وهذه من أبرز خصال الخوارج الغلاة .. فمن قبل تجرأوا على سيدِ الخلق .. وأعدل الخلق فداه نفسي .. فقال كبيرهم وجدهم الأول للحبيب صلى الله عليه وسلم: اتقِّ الله يا محمد .. اعدل يا محمد ما أراك تعدل!!
كما في الصحيح عن أبي سعيد الخدري: أن رجلاً غائر العينين، ناتئ الجبين، كثُّ اللحية مُشرفُ الوجنتين، محلوق الرأس، فقال: يا محمد اتقِ الله! فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" ويلَكَ! أولَستُ أحقَّ أهل الأرض أن يتقي الله .. فمن يُطيع الله إذا عصيته، فيأمنني على أهل الأرض، ولا تأمنوني "؟! فسأل رجل من القوم قتلَه ـ أراه خالد بن الوليد ـ فمنعه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فلما ولَّى، قال النبي صلى الله عليه وسلم:" إن من ضِئضِئِ هذا قوماً يقرأون القرآن، لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية، يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد " متفق عليه.
وفي رواية عند مسلم، قال: يا رسول الله اعدل! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ويلَكَ! ومن يعدل إذا لم أعدل .... "؟!
وعند الهيثمي في مجمع الزوائد 6/231: فقال والله يا محمد ما عدلت في القسمة منذ اليوم!! فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبا شديداً ثم قال:" والله لا تجدون بعدي أحداً أعدل عليكم مني "، قالها ثلاثاً ثم قال:" يخرج من قبل المشرق رجال كان هذا منهم هديهم هكذا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية لا يرجعون إليه ووضع يده على صدره سيماهم التحليق لا يزالون يخرجون حتى يخرج آخرهم فإذا رأيتموهم فاقتلوهم ـ قالها ثلاثاً ـ شر الخلق والخليقة "، قالها ثلاثاً، وقال حماد لا يرجعون فيه، وفي رواية لا يزالون يخرجون حتى يخرج آخرهم مع الدجال!
وعند ابن أبي عاصم في كتاب السنة، أقبل رجل من بني تميم يُقال له ذو الخويصرة، فوقف على رسول الله وهو يعطي الناس، قال: يا محمد قد رأيت ما صنعت في هذا اليوم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أجل، فكيف رأيت؟" قال: لم أرَك عدلت، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:" ويحك إذا لم يكن العدل عندي فعند من يكون؟! ". فقال عمر: يا رسول الله أفلا نقتله؟ قال:" لا، دعوه، فإنه سيكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه كما يخرج السهم من الرمية، ينظر في النصل ـ وهي حديدة السهم ـ فلا يجد شيئاً، ثم ينظر في القدح ـ ريشة السهم ـ فلا يوجد شيء، سبق الفرث والدم "[[17]].
وقوله:" سبق الفرث والدم "؛ أي لسرعة السهم، وسرعة دخوله في الطائر ثم خروجه منه .. فإنه يسبق خروج الدم والفرث من الطائر .. والسهم لم يتلوث بهما لسرعة خروجه .. وهكذا سرعة خروج الخوارج من الدين، ومروقهم منه!
وعن عقبة بن وساج، قال: كان صاحب لي يحدثني عن شأن الخوارج وطعنهم على أمرائهم فحججت فلقيت عبد الله بن عمرو، فقلت له: أنت من بقية أصحاب رسول الله، وقد جعل الله عندك علماً وأناس بهذا العراق يطعنون على أمرائهم، ويشهدون عليهم بالضلالة، فقال لي: أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، أتى رسول الله بقليد من ذهب و فضة فجعل يقسمها بين أصحابه فقام رجل من أهل البادية، فقال: يامحمد والله لئن أمرك الله أن تعدل فما أراك أن تعدل! فقال:" ويحك من يعدل عليه بعدي؟!"، فلما ولى قال ردوه رويداً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" إن في أمتي أخاً لهذا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم كلما خرجوا فاقتلوهم، ثلاثاً "[[18]].
فتأملوا، سيد الخلق ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ لم يسلم من تعاليهم، وتعالمهم .. ومن طول لسانهم، ووقاحتهم، وجرأتهم .. فما بالكم بمن هم دونه من العباد، أترون أن يسلموا منهم، ومن شرهم، ومن تعاليهم، وسوء ظنهم ..؟!
فقد صح الأثر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أنه كان في صلاة الفجر، فناداه رجل من الخوارج:[ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ]الزمر:65. فأجابه علي:[ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ]الروم:60.[[19]]. وهذا التعالي، والتطاول، والجرأة على أكابر الأمة وخيارها ـ حتى يروج على العباد ـ يدرجونه في خانة النصيحة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. زعموا!
وفي مسند الإمام أحمد، عن زيد بن وهب، قال: قدم علي رضي الله عنه على قوم من أهل البصرة من الخوارج فيهم رجل يقال له الجعد بن بعجة، فقال له: اتق الله يا علي، فإنك ميت! فقال علي رضي الله عنه:" بل مقتول ضربة على هذا تخضب هذه ـ يعني لحيته من رأسه ـ عهد معهود، وقضاء مقضي، وقد خاب من افترى "، وعاتبه في لباسه، فقال علي:" ما لكم وللباس، هو أبعد من الكبر، وأجدر أن يقتدي بي المسلم "[[20]].
وقوله:" عهد معهود "؛ أي أن النبي صلى الله عليه وسلم قد عهد إليه أنه سيُقتَل، وهو أمر لا بد من وقوعه .. وقد كان كذلك؛ فقتل رضي الله عنه على يد الخوارج غيلة؛ قتله عبد الرحمن بن ملجم المرادي، وهو من الخوارج .. عليهم من الله ما يستحقون!
وعن عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن الحرورية لما خرجت، وهو مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قالوا: لا حكم إلا لله ـ أرادوا أن علياً رضي الله عنه لم يحكم بما أنزل الله، لما حكّم الرجال في شأن خلافه مع معاوية ومن معه من أهل الشام! ـ قال علي: " كلمة حق أريد بها باطل، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف ناساً، إني لأعرف صفتهم في هؤلاء، يقولون الحق بألسنتهم لا يجوز هذا منهم ـ وأشار إلى حلقه ـ من أبغض خلق الله إليه " مسلم.
وعن أبي حفص، أنه سمع عبد الله بن أبي أوفى وهم يقاتلون الخوارج، وكان غلام له قد لحق بالخوارج من الشق الآخر، فناديناه يا فيروز! يا فيروز! هذا عبد الله بن أبي أوفى، فقال: نِعم الرجل لو هاجر! ـ أي لو هاجر إلى الشِّق الذي فيه الخوارج! ـ قال عبد الله: ما يقول عدو الله؟ فقيل له: يقول نعم الرجل لو هاجر! فقال: أهجرة بعد هجرتي مع رسول الله؟! وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" طوبى لمن قتلهم وقتلوه "[[21]].
وعن الأزرق بن قيس، قال: كنا بالأهواز نقاتل الحرورية، فبينا أنا على جُرُفِ نهَر، إذا رجل يصلي، وإذا لِجامُ دابته بيده، فجعلت الدابة تُنازعه، وجعل يتبعها ـ قال شعبة: هو أبو برزة الأسلمي ـ، فجعل رجل من الخوارج يقول: اللهم افعل بهذا الشيخ! فلما انصرف الشيخ، قال: إني سمعت قولكم، وإني غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ست غزوات، أو سبع غزوات، وثمانيَ، وشَهِدْتُ تَيْسيَره ـ أي كيف كان ييسر على الناس ولا يشدد عليهم ـ وإني  إن كنت أن أراجع مع دابتي، أحب إلي من أن أدعها ترجع إلى مألفها، فيشقُّ عليَّ. البخاري.
هذا صنيعهم الآثم مع كبار الصحابة .. مع من كان له سابقة نصرة وجهادٍ مع النبي صلى الله عليه وسلم .. فكيف هو صنيعهم مع من هم دون الصحابة .. مع الأكابر والأخيار ممن جاؤوا بعد الصحابة .. وإلى يومنا هذا .. فإنهم أشد جرأة وتطاولاً عليهم .. فإنهم لا يحترمون أحداً يخالف أهواءهم وجهالاتهم وغلوهم .. مهما كان من الأكابر والأخيار، والأئمة الفضلاء .. وكان له سابقة جهاد وبلاء في سبيل الله .. فلأدنى خلاف لهم معه .. يرمونه بمرادفات وأخيات التكفير .. من عبارات التأثيم، والتضليل، والتجريم، والخيانة .. عياذاً بالله!
       وفي الحديث فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" ليسَ مِن أُمتي مَنْ لم يُجِلَّ كبيرَنا، ويرحَم صَغِيرَنا، ويَعرِف لعالِمنا "[[22]]. أي يعرف لعالمنا ما له من حق التوقير، والإجلال والاحترام.
       وقال صلى لله عليه وسلم:" إنَّ من إجلالِ اللهِ إكرامَ ذي الشَّيبَةِ المسلم، وحاملِ القرآنِ غيرِ الغَالي فيه والجَّافي عنه، وإكرامَ ذي السلطانِ المُقْسِط "[[23]].
       وقال صلى الله عليه وسلم:" ليسَ مِنَّا مَن لم يَرحمْ صغيرَنا، ويَعرِف حقَّ كبيرنا "[[24]].
       وقال صلى الله عليه وسلم:" أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم "[[25]].
       قال الشَّعْبي: صلَّى زيدٌ بن ثابت على جنازةٍ، فقُرِّبَت إليه بغلتُه ليركَبها، فجاء ابن عباس، فأخذَ بركابِه، فقال زيد: خلِّ عنه يا ابنَ عمِّ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال ابنُ عباس: هكذا أُمِرنا أن نفعلَ بالعلماءِ والكُبراء، فقبَّل زيد بن ثابت يدَه، وقال: هكذا أُمِرنا أن نفعَلَ بأهلِ بيتِ نبينا صلى الله عليه وسلم[[26]]. 
       فأين الخوارج الغلاة من هذه الأخلاق الرفيعة النبيلة .. وأين هم من توجيهات الحبيب صلوات الله وسلامه عليه، فيما للأكابر والفضلاء والعلماء من حق، وإكرام، وتوقير، واحترام!
       4- الخروج على الحكام المسلمين العدول: فمن منهجهم الخروج على أئمة المسلمين وحكامهم .. وكل من لا يرى رأيهم، ويقول بقولهم .. وفيما يرونه هم من الذنوب .. وإعمال سوء الظن بهم .. فخرجوا من قبل على عثمان، وعلي، ومعاوية .. رضي الله عنهم أجمعين .. وأعملوا في الأمة وأبنائها السيف والقتل .. والسطو، وقطع الطرقات .. ثم هكذا كانت سيرتهم مع حكام بني أمية، والعباسيين، ومن بعدهم ...!
       من علاماتهم أن ما من مسلم يستشرف الحكم ومهامه .. إلا ويلزمونه ـ قبل أن يباشر إدارة الحكم ـ بقائمة من اللوازم والكفريات .. وأنه كافر أو واقع في الكفر لا محالة، لو باشر عمله في الحكم .. ليتبعوا حكمهم الجائر هذا بما يقتضيه من الخروج، والاستعداء، وسفك الدماء ..!
       لا يُحسنون النظر للشيء من جميع جوانبه وأجزائه .. لينصفوا جوانب الخير فيه، كما يُنصفوا جوانب الشر .. أو ليراجحوا بين المصالح والمفاسد .. هذا الانصاف لا يعرفونه، ولا يُطيقونه .. وإنما يحسنون أن ينظروا فقط للجوانب السلبية القاتمة منه .. والتي يترتب عليها أحكام سلبية قاتمة!
       ـ مسألة: ما الموقف من الخوارج، في حال خروجهم على الحكام ..؟
       أقول: الحكام ثلاثة أصناف: حاكم مسلم عدل .. فهذا لو خرجوا عليه .. يريدون نزعه وقتله .. يُقاتل معه ضدهم، ولا يُسمح لهم، ولا لغيرهم أن ينالوا منه .. ولا أعلم في ذلك خلافاً بين أهل العلم.
       ثانياً، حاكم مسلم ظالم شديد الظلم، والسفه .. فهذا لو خرجوا عليه .. يُخلّى بينه وبينهم .. ما سلم منهم عوام المسلمين .. أما إن تعدى قتالهم وشرهم ليطال المسلمين الآمنين، وحرماتهم .. ومصالحهم .. حينئذٍ يُقاتلوا، ويردوا على أعقابهم خاسئين.
       قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: إن خالفوا ـ أي الخوارج ـ إماماً عدلاً فقاتلوهم، وإن خالفوا إماماً جائراً، فلا تقاتلوهم؛ فإن لهم مقالاً[[27]].
       ثالثاً: إن كان الحاكم كافراً مرتداً؛ صريح الكفر والردة والعداء .. حينئذٍ يخرج المسلمون عليه، بعيداً عن الخوارج وتجمعاتهم .. لهم رايتهم المستقلة، والمباينة لراية الخوارج .. فإن تعثر ذلك .. وكان لا بد من القتال معهم .. يُقاتل معهم ضد الكافر المرتد، من قبيل العمل بالقواعد الشرعية التي تنص على دفع أكبر المفسدتين والضررين بأقلهما مفسدة وضرراً .. والله تعالى أعلم.
       5- الغدر، والاستخفاف بالعهود والأمانات: إذ من خصالهم أنهم لا يراعون حرمة للعهود .. فالغدر خلة من خلالهم، وصفة لاصقة بهم .. فشره سفك الدم الحرام .. والغدر .. والسطو على الحرمات المصانة شرعاً .. يطغى عندهم على ما يجب التزامه ومراعاته من حرمة للعهود والأمانات!
       قال تعالى:[ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ]البقرة:27.
       عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص، قال: سألت أبي ـ أي عن المراد من هذه الآية ـ فقال: هم الحرورية؛ يعني الخوارج.
       وكان رضي الله عنه يُقسم، ويقول: والله الذي لا إله إلا هو إنهم الحرورية[[28]].
       ومن علاماتهم في هذا الصدد أنهم يعتبرون احترام العهود، وعدم نقضها أو الغدر بها .. خيانة، ونقص في الدين والمروءة والرجولة .. وسبة، وخنوثة فكرية .. وهو ما يتعارض مع جهادهم ومتطلباته القائم على الغدر .. أعاذنا الله من شرهم، وسوء أخلاقهم!
       وفي الحديث فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:" إن الغادر يُنصب له لواءٌ يوم القيامة، فيُقال: هذه غدرة فلان بن فلان " متفق عليه.
       وقال صلى الله عليه وسلم:" من أمّن رجلاً على دمه فقتله فأنا بريء من القاتل، وإن كان المقتول كافراً "[[29]].
       وقال صلى الله عليه وسلم:" من قتل نفساً معاهدة بغير حلها، حرم الله عليه الجنة أن يشم ريحها "[[30]].
       وقال صلى الله عليه وسلم:" إذا اطمأنَّ الرجلُ إلى الرجل، ثم قتله بعد ما اطمأنّ إليه، نُصِب له يوم القيامة لواء غدرٍ "[[31]].
          6- اتباع المتشابه من الدين والقرآن: فيتبعون المتشابه، ويدورون معه حيثما دار، ويُجادلون دونه، فيسيئون فهمه وتفسيره، ويردون به المحكم من الشريعة .. ويجعلونه حكماً على المحكم، وليس العكس.
          والمتشابه الذي يتبعونه من جهتين: من جهة فهم واتباع النص الشرعي؛ فيتبعون المتشابه منه، ومن جهة فهم الواقع الذي يريدون حمل النص الشرعي عليه، حيث يكون فهمهم للواقع متشابهاً أيضاً .. أو الواقعة التي يريدون تنزيل النص عليه متشابهة حمالة أوجه ومعانٍ وتفاسير؛ غير محكمة وواضحة .. أو من الجهتين معاً؛ فيتبعون نصاً متشابها .. وواقع متشابه ..فحينئذٍ يتضاعف ويتغلظ خطأهم وظلمهم، وشرهم!
          فيستدلون استدلالاً خاطئاً .. على واقعٍ خاطئٍ .. ليتبعه فعل خاطئ .. ثم هم بعد ذلك يحسبون أنهم ممن يُحسنون صنعاً!
          كما قال ابن عمر رضي الله عنه:" إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار، فحملوها على المؤمنين " البخاري. فأجروا فيهم أحكام الكافرين!
          قال تعالى:[ هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ ]آل عمران:7.
          قال ابن كثير في التفسير: عن أبي أمامة الباهلي، يُحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم، في قوله تعالى:[ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ]؛ قال:" هم الخوارج "ا- هـ.
          وعن ابن عباس، وذُكر عنده الخوارج، وما يلقون عند قراءة القرآن، فقال: يؤمنون بمحكمه، ويهلكون عند متشابهه[[32]].
          وعن علي رضي الله عنه أنه سُئل عن هذه الآية:[ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً ]الكهف:103. قال:" لا أظن إلا أن الخوارج منهم "[[33]].
          ومن استدلالاتهم الخاطئة المتشابهة التي حملتهم ظلماً وعدواناً على قتال علي رضي الله عنه، ومن معه من المؤمنين، قولهم: أن علياً حكّم الرجال في أمر الله عز وجل، وقد قال تعالى:[ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ ]يوسف:40. فما شأن الرجال والحكم بعد قول الله عز وجل؟
          ثانياً: أنه قاتل ـ أي معاوية ومن معه من الصحابة ـ ولم يسبِ، ولم يغنم، فلئن كانوا مؤمنين ما حل لنا قتالهم، وسباهم.
          الثالثة: إنه محا نفسه من أمير المؤمنين ـ أي لما كاتب وأراد الصلح مع معاوية ومن معه من أهل الشام ـ إن لم يكن أمير المؤمنين، فإنه لأمير الكافرين!
          وكان ابن عباس رضي الله عنه قد سمع مقولتهم هذه، فأجابهم في مناظرة مشهورة له معهم، فقال: أما قولكم حكّم الرجال في أمر الله عز وجل، أنا أقرأ عليكم في كتاب الله عز وجل ما ينقض قولكم أفترجعون؟ قالوا: نعم. قلت: فإن الله عز وجل قد صير من حكمه إلى الرجال في ربع درهم ثمن أرنب، وتلا هذه الآية[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّداً فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ ]المائدة:95. إلى آخر الآية. وفي المرأة وزوجها:[ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا ]النساء:35. إلى آخر الآية. فنشدتكم بالله هل تعلمون حكم الرجال في إصلاح ذات بينهم وحقن دمائهم أفضل أم حكمه في أرنب وبضع امرأة؟ فأيهما ترون أفضل؟ قالوا: بل هذه. قال: خرجت من هذه. قالوا: نعم. قلت: وأما قولكم: قاتل ولم يسب ولم يغنم فتسبون أمكم عائشة؟ والله لئن قلتم: ليست بأمنا لقد خرجتم من الإسلام، ووالله لئن قلتم نستحل منها ما نستحل من غيرها لقد خرجتم من الإسلام، فأنتم بين الضلالتين. إن الله عز وجل قال:[ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ]الأحزاب:6.  فإن قلتم: ليست بأمنا لقد خرجتم من الإسلام. أخرجت من هذه؟ قالوا: نعم. قال: وأما قولكم محا نفسه من أمير المؤمنين فأنا آتيكم بمن ترضون يوم الحديبية، كاتب المشركين أبا سفيان بن حرب وسهيل بن عمرو فقال: يا علي، اكتب هذا ما اصطلح عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال المشركون: والله لو نعلم أنك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما قاتلناك. فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: اللهم إنك تعلم أني رسولك. امح يا علي. اكتب هذا ما كتب عليه محمد بن عبد الله فوالله لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم خير من علي، فقد محا نفسه. قال: فرجع منهم ألفان وخرج سائرهم فقُتلوا[[34]].
          لذا جاء وصفهم على لسان النبي صلى الله عليه وسلم:" أنهم يدعون إلى كتاب الله، وليسوا من الله في شيء ".
7- التعمق، والتنطع، والتشدد والغلو في الدين: إلى درجة لا يرى الصالحون عبادتهم قياساً إلى عبادتهم شيئاً، كما جاء وصفهم في أحاديث عدة قد تقدم تخريجها:" يتعمقون في الدين .. ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء .. ولا ترون جهادكم مع جهادهم شيئا "!
ولما ذهب ابن عباس لمناظرتهم، قال: فدخلت على قومٍ لم أر قوماً قط أشد منهم اجتهاداً، جباههم قُرّحت من السجود، وأيديهم كأنها بقر الإبل، وعليهم قمص مرحضة مشمرين، مسهمة وجوههم من السهر، فسلمت عليهم فقالوا : مرحباً يا ابن عباس[[35]]، ما جاء بك ... الخ
وهذه الصفة لهم كانت تخيف الصحابة ومن بعدهم؛ إذ كيف يُقاتلون قوماً قد عُرفوا بالتعمق بالدين، وكثرة التعبّد!
فكان علي رضي الله عنه يقول لهم:" كونوا حيث شئتم، وبيننا وبينكم أن لا تسفكوا دماً حراماً، ولا تقطعوا سبيلاً، ولا تظلموا أحداً، فإن فعلتم نفذت إليكم بالحرب ".
وفي الحديث عن مسلم بن أبي بكرة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرّ برجلٍ ساجد وهو منطلق إلى الصلاة، فلما قضى الصلاة ورجع إليه وهو ساجد! قال النبي صلى الله عليه وسلم:" من يقتل هذا "؟ فقام رجل فحسَر عن ذراعيه، واخترط سيفه وهذّه، ثم قال: يا نبي الله، بأبي أنت وأمي كيف أقتل رجلاً ساجداً، يشهد أن لا إله إلا الله، وأنك محمد عبده ورسوله؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من يقتل هذا "؟ فقام رجل فقال: أنا، فحسر عن ذراعيه، واخترط سيفه حتى رعدت يده، فقال: يا رسول الله كيف أقتل رجلاً ساجداً، يشهد أن لا إله إلا الله، وأنك محمد عبده ورسوله؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أما والذي نفسي بيده، لو قتلتموه لكان أول فتنة وآخرها "[[36]].
وغالب الذين يُفتنون بهم من صغار المسلمين، إنما هو لهذا السبب؛ لما يرون منهم من تعمق،  وغلو في الدين، واجتهاد في العبادة لا يبارَون فيه ...!
وفي الحديث، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" إيّاكم والغلو في الدين، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين "[[37]]. والغلو في الدين؛ هو كل ما زاد حده عن المشروع المنصوص عليه في الكتاب والسنة.
وقال صلى الله عليه وسلم:" إنّ الدين يسر، ولن يشادّ الدين أحد إلا غلبَه " البخاري.
قال ابن حجر في الفتح 1/117: المشادة بالتشديد المغالبة، والمعنى لا يتعمق أحد في الأعمال الدينية ويترك الرفق إلا عجز وانقطع، فيُغلَب ا- هـ.
       وقال صلى الله عليه وسلم:" عليكُم هدياً قاصِداً[[38]]، فإنَّهُ من يُغالِب هذا الدينَ يغلُبُه "[[39]].
       وقال صلى الله عليه وسلم:" إنَّ اللهَ رفيقٌ يُحبُّ الرِّفقَ في الأمرِ كُلِّه " البخاري.
       وقال صلى الله عليه وسلم:" إنَّ اللهَ رفيقٌ يُحبُّ الرِّفقَ، ويُعطِي على الرفقِ ما لا يُعطي على العنفِ، ومَا لا يُعطي على ما سواهُ " مسلم.
       وقال صلى الله عليه وسلم:" مَن يُحرَمِ الرِّفقَ يُحْرَمِ الخيرَ " مسلم. 
       8- صفات شخصية فرعية: للخوارج صفات شخصية نفسية أخرى:
          منها: أنهم صغار في السن، يغلب عليهم الجهل، كما يخلو منهم وفي صفوفهم وجود العلماء الراشدين .. وهو المستفاد من قوله صلى الله عليه وسلم:" أحداث الأسنان "، ومن قوله:" يقرأون القرآن بألسنتهم لا يعدو تراقيهم "، وقوله:" يقرأون القرآن، يحسبون أنه لهم وهو عليهم "، وذلك لعدم فهمه .. والعمل بمقتضاه!
          وكذلك هذا المعنى يُستفاد من كونهم يهلكون عن المتشابهات .. وأنهم يسيئون الفعل، ثم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً .. وأنهم ينطلقون إلى آيات نزلت في الكفار، فيحملونها على المؤمنين .. وهذا صنيع الجهال، ولا ريب!
          ومنها: أنهم سفهاء، لا يقدّرون عواقب أفعالهم .. ولا يتثبتون قبل أن يقدموا على الفعل .. لذا فإنهم لا يتورعون عن سفك الدم الحرام بالشبهات والظنون .. وبما يرونه من الذنوب .. وهو المستفاد من قوله صلى الله عليه وسلم، ووصفه لهم بأنهم:" سفهاء الأحلام "، والسفيه؛ هو الذي لا يقدر عواقب أفعاله!
          ومنها: أن سيماهم التحليق، فيجزون شعور رؤوسهم من أصولها، وهو المستفاد من قوله صلى الله عليه وسلم:" سيماهم التحليق "؛ أي علامتهم التحليق.
          ومنها: الوقاحة، وقلة الأدب، والتعالي والتعالم .. وهو المستفاد من جرأتهم وتطاولهم على أكابر الأمة من الصحابة، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .. كما تقدم.
          ومنها: المكابرة، والعناد في الباطل .. وهو المستفاد من قتالهم على منهجهم الباطل حتى الموت .. رغم قيام الحجة عليهم!
          وبعد، هذه هي صفات الخوارج بين يديك أيها القارئ .. فاعرض نفسك عليها .. فمن وجد نفسه بريئاً منها، فليحمد الله .. ومن وجد في نفسه جميع خصالهم، وصفاتهم الآنفة الذكر في مجموع النقاط الثمانية الواردة أعلاه .. فهو خارجي جلد .. وكلب من كلاب النار، إن لم يستدرك بالتوبة، والإنابة .. وإن زعم بلسانه ألف مرة بأنه من أهل السنة والجماعة .. إذ العبرة بالتحلي لا بالتبني وزعم اللسان .. ومن كان فيه خلة من خلالهم .. فيه خلة خارجية .. يُقال عنه: هو من أهل السنة والجماعة، لكن فيه خلة من خلال الخوارج، أو فيه خارجية وغلو .. وعليه حينئذٍ أن يبادر إلى علاجها واستئصالها قبل أن تتضخم وتتوسع .. وتتمكن .. فتأخذ بيده إلى بقية الصفات والخلال الخوارجية الأخرى .. أعاذنا الله وإياكم من خلال وصفات الخوارج الغلاة، وجميع أهل الأهواء والبدع .. اللهم آمين.
          فإن قيل: كيف للمرء، أن يحفظ نفسه من الوقوع بصفات الخوارج .. والتشبه بهم؟
          أقول: العاصم ـ بإذن الله ـ من الوقوع في شبه الخوارج، وغيرهم من أهل البدع والأهواء، يكمن في جوانب عدة:
منها: الالتزام بالكتاب والسنة، على فهم أكابر الأمة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان .. كما في الحديث، قال صلى الله عليه وسلم:" إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً: كتاب الله، وسنة نبيه "[[40]].
وقال صلى الله عليه وسلم:" فإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرى اختِلافاً كَثِراً، فعليكُم بِسُنَّتِي وسُنَّةِ الخُلَفاءِ المَهدِيينَ الرَّاشِدينَ تَمَسَكُوا بِها، وعَضوا عَلَيها بِالنَواجِذِ، وإيَّاكُم ومُحدَثاتِ الأُمورِ فَإنَّ كُلَّ مُحدَثَةٍ بِدعَةٌ، وكُلَّ بِدعَةٍ ضَلالةٌ "[[41]].
ومنها: ملازمة الأقران الصالحين، ممن هم على منهج أهل السنة والجماعة من غير جنوح إلى إفراط أو تفريط .. واعتزال مجالس أهل البدع والأهواء .. فالصاحب ساحب .. إما أن يرديك، وإما أن ينجيك بإذن الله، كما في الحديث فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" مثلُ الجليس الصالِح والجليسِ السوء؛ كحامِل المسك ونافخِ الكير؛ فحامل المسك إمَّا أن يُحذِيَكَ، وإما أن تُبتاعَ منه، وإما أن تجدَ منه ريحاً طيبةً، ونافخُ الكيرِ؛ إما أن يُحرِقَ ثيابكَ، وإما أن تجدَ ريحاً خبيثةً " متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم:" الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يُخالِل "[[42]].
وفي الأثر عن ابن مسعود: من أحب أن يُكرِم دينَه فليعتزل مجالسة أصحاب الأهواء فإن مجالستهم ألصق من الجرَب.
          وعن الحسن البصري قال:" لا تُجالِس صاحب بدعة فإنه يمرض قلبك ".
          ومن اعتزال أهل البدع والأهواء .. اعتزال كتاباتهم أو القراءة لهم .. وبخاصة إن كان القارئ مبتدئاً في الطلب، لم يتضلع بعد من المنهج الحق، والاعتقاد السليم.
          أما من أبى إلا أن يقف تحت المزراب .. ثم بعد ذلك يزعم أنه سيسلم من البلل .. أو الضرر .. فهو واهم، وغير واقعي!
          ومنها: ملازمة غرز العلماء العاملين .. ومراجعتهم عندما تعترضك شبهة من شبه القوم .. فتبادر إلى سؤالهم، وقبل أن تتمكن شبهتهم منك، كما قال تعالى:[ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ]الأنبياء:7. وقال تعالى:[ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ]النساء:83.
          فهذه كلها ـ كأسباب ـ تساعد ـ بإذن الله ـ على السلامة من الوقوع في شبه الخوارج، وانحرافاتهم، وغيرهم من أهل البدع والأهواء .. والله تعالى أعلم.
          [رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ]آل عمران:8.
وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
عبد المنعم مصطفى حليمة
" أبو بصير الطرطوسي "
15/7/1433 هـ. 25/5/2012 م.



         
         

           




[1]  صحيح سنن ابن ماجه:144.
[2] أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 6/231، وقال: فيه الأزرق بن قيس وثقه ابن حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح.
[3] صحيح سنن ابن ماجه: 143. قلت: لهم في دنياهم نصيب من هذا التوصيف النبوي لهم؛ إذ هم دائمي النباح ورفع الصوت على المسلمين، وعلى خيارهم، وقوافلهم .. الله المستعان!
[4] مسلم، وابن ماجه، صحيح سنن ابن ماجه: 140.
[5] صحيح سنن ابن ماجه: 146.
[6] قال ابن حجر في الفتح 12/298: إسناده حسن.
[7] رواه أبو داود، مشكاة المصابيح: 3543. والتحليق جذ الشعر من أصوله.
[8] أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 6/235، وقال: رجاله ثقات. وقد حسنه الوادعي في الصحيح المسند:542.+%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9+%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B1%D8%B1+%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D9%8A%D8%A9+-+%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB%D9%8A%D8%A9+-+%D9%85%D9%86+%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB+%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87+%D8%A8%D9%86+%D8%A3%D8%A8%D9%8A+%D8%A3%D9%88%D9%81%D9%89
[9] أخرجه أحمد، وغيره، وصححه الشيخ ناصر في كتاب " السنة " لابن أبي عاصم.
[10] أخرجه ابن أبي عاصم في السنة، وصححه الشيخ ناصر في التخريج.
[11] صحيح الجامع:3586.
[12] صحيح سنن أبي داود:4083.
[13] صحيح سنن أبي داود:4086. 
[14] السلسلة الصحيحة:3420.
[15] السلسلة الصحيحة:3973. وقوله " حتى يشيمه عنه "؛ أي حتى يرفعه عنه.
[16] صحيح الجامع:6378.
[17] أخرجه ابن أبي عاصم في السنة، وقال الشيخ ناصر في التخريج: إسناده جيد، ورجاله كلهم ثقات: 930.
[18] رواه ابن أبي عاصم في السنة، وقال الشيخ ناصر في التخريج: إسناده صحيح على شرط البخاري: 934.
[19] قال الشيخ ناصر في الإرواء، 2468: صحيح.
[20] رواه أحمد في المسند، وقال الشيخ شاكر في التخريج، 703: إسناده صحيح.
[21] رواه ابن أبي عاصم في السنة، وحسنه الشيخ ناصر في التخريج: 906.
[22] رواه  أحمد وغيره، صحيح الترغيب: 96.


[23] صحيح سنن أبي داود: 4053.
[24] رواه الحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم، صحيح الترغيب: 95.
[25] صحيح الأدب المفرد: 362. 
[26] قال العراقي في تخريجه للإحياء 1/63: أخرجه الطبراني، والحاكم، والبيهقي، قال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط مسلم.
[27] قال ابن حجر في الفتح 12/315: إسناده صحيح.
[28] انظر تفسير القرطبي للآية الكريمة الوارد ذكرها أعلاه.
[29] رواه النسائي وغيره، السلسلة الصحيحة:440.
[30] صحيح سنن النسائي:4423.
[31] رواه الحاكم، صحيح الجامع:357. وغيرها كثير من نصوص الشريعة التي تحرم وتجرم الغدر .. والتي تبين أن شبهة الأمان عهد وأمان .. والمسألة قد تناولناها بشيء من التفصيل في كتابنا " الاستحلال "، فانظرها هناك إن شئت.
[32] قال ابن حجر في الفتح 12/313: إسناده صحيح.
[33] فتح القدير، للشوكاني: 3/447.
[34] قال الوادعي في كتابه صحيح دلائل النبوة: سنده حسن.
[35] تأملوا: ابن عباس رضي الله عنه يلقي عليهم السلام؛ تحية الإسلام " السلام عليكم ورحمة الله "، وهم يجيبونه بعبارة " مرحباً "؛ على اعتبار أنه كافر لا يجوز أن يُرمى عليه سلام الإسلام ... ومن أحفادهم اليوم من يفعل هذا الفعل مع المسلمين!
[36] رواه أحمد، والطبراني، وابن أبي عاصم في السنة، وصححه الشيخ ناصر في التخريج.
[37] رواه أحمد وغيره، السلسلة الصحيحة:1283.
[38] أي طريقاً معتدلاً وسطاً من غير جنوح إلى إفراط أو تفريط.
[39] رواه ابن أبي عاصم في السنة، وصححه الشيخ ناصر في التخريج: 95. وقوله " يُغالب "؛ أي يجنح للتشدد .. ويعتزل الرفق والاعتدال .. فلا يأخذ بالرخص الشرعية حيث ينبغي الأخذ بها.
[40] صحيح الترغيب: 40.
[41] صحيح سنن أبي داود: 3851.   
[42] رواه الترمذي وغيره، صحيح الجامع: 3545.

إرسال تعليق

 
Top